Translations by Ashur Etwebi
قصائد فوريست غاندر
ترجمة عاشور الطويبي
تبخر 4
خصلة من شعر الثور ملوية حول المرآة الخلفية
وشجيرة البخور الجاوي تتغدى على اغنية الراكون.
قالت: لا معنى لأن أعيش مع نفسي
وما شده لرسومات غويا هي الأفواه المفتوحة
كان على الصقور الممتلئة أن تتقيأ قبل أن تطير
و فى رخام الشاهدة الخرسانية تتهجأ طفل.
أضواء الطوفان القوية تعمي الأسماك في الظلمة
و بدت غير مألوفة بفقدان الشفة.
أقتربا لدرجة تكفي لشم الزيوت في اللوحة
وملايين من حشرات الزيز تمص النسغ تحتهم تماما.
الأطفال خارج البيوت المهدمة يصرخون
و مطر الغبار الكوني يعتم عيني الطيار.
تخرج من الظلمة بأمواس في كلتا اليدين
و مكيف الهواء ينفخ جراثيم دافئة فوق السرير.
الدلافين تزعق عند اختراقها قطيع السردين
و تمتنع عن وصف الحميمية الزائفة ل-؟
يغسل قدميه في ركام ساهيوان المحطم
و ما تبقى من العوارض الخششبية الداكنة تحت الجسر.
كل ساعة يمسح الغبار من على البطيخ في كشكه
و يمرر يده على ضفدعة قرناء في اتجاه اشواكها.
تماما كما يوزن نحاس الجزار
و ينتفخ الماء قبل الغليان.
إيضاح
أنت ذاهب إلى أين؟
مغطى بالغبار
أنت آت من أين؟
شفة الحجر المعتمة
تتكوم كملكية عارية
العنكبوت الذئبي بحجم اليد
مغطى بالتراب على حافة الردم
ما يمر من هنا
مخلبا أو مشوّكا
يأخد لونه من الأرض
ظل النيكوتين على الحواف
نحن ذاهبون إلى أين؟
مغطون بالغبار
أتينا من أين؟
كخطوط برزت من الصخر
معلقة في الهواء
ما معنى طبوغرافيا محروقة؟
خطوة إلى الأمام وهو معنا
خطوة إلى الوراء
عالم آخر يمتصه
الإحساس بالعصر لين ومرتخي
كل واحد يعتقد أن الآخر ينحسر كالأفق
قفص العظام الرائع ظاهر تحت جلده
تقول عيناه
لا يمكن أن أبعد
الصورة كناي قطع ليعزف نغما واحدا
في الظهيرة المتلاشية
يتلاشى الرجال من اللمعان
مفضضين بالغبار
يمكن قراءتي
يقول الحجر
لكن ليس بك
الهواء مصقول كالمعدن
كقشرة ميكا رقيقة
رابية في الصورة
قزحية عين
ما معنى طبوغرافيا محروقة؟
لتنقذ الحجارة
لون المسحوق من مسحوق لون الحجر
يمكن قراءتي
يقول الحجر
لكن ليس بك
كأن البراح ترك نفسه
أعمدة الهاتف تطعن ما تبقى من الهضبة
خطوة إلى الأمام ونحن معهم
خطوة إلى الوراء
عالم آخر يمتصنا
تقول عيناه
لا تلتقط الحجارة
لأن الحجارة للميت
ظلال النيكوتين على الحواف
المدى مسطح كجص شعر الحصان
أمتص العمق كله
هضبة سوداء من حجارة ناتئة
لا شيء بين عينيه وعيوننا
ولا حتى دعوة
كل حجر يحمل حكم موته إلى العالم الحي
قال
هضبة الحجر
أو
معسكر من نجوم آفلة
الإحساس بالعصر لين ومرتخي
ضوء انكسر في الفضاء
ظل العمود له نفس قيمة ظل الرجل
ومضة مخبأة
شفق
أمتص العمق كله
المدى مسطح كجص شعر الحصان
قزحية في العين
ربوة في الصورة
لا تلتقطه
تقول الحجارة
لأن الميت للحجارة
مغطى بالتراب على حافة الردم:
عنكبوت ذئبي بحجم اليد
ظل الرجل له نفس قيمة ظل العمود
ما يمر من هنا
مخلبا أو مشوّكا
يأخد لونه من الأرض
الهواء مصقول كالمعدن
كقشرة ميكا رقيقة.
الوصية الاخيرة
العق جراحك وادنو مني.
ما قصرت يدي. أترى
هذه السمكة النتنة؟ سمكتك.
اغمض عينيك ايها الطفل، يا عاشق
القسوة ومتقن اسرارها.
انا الذي هممت بها، ولن افصل في معضلتها.
الم تحاكي صوتي وتظاهرت به؟
ثم أنْهَمْت نفسك على هذه الرعدة،
نَفَسي في منخريك.
ومن انت لترتعش خوفاً؟ قلت
أُغض مهاناً لأدوس عليك ذليلاً
وافترشت الارض مستلقياً كأن جسدك صار الارض.
انظر، ها انا ذا. مظلم وقاتم، ولكني فاتنٌ
مثل اشجار الأرز تطايرت مجفلة فوق الجرف.
امعن النظر فيّ ومُت غيضاً.
بينما المروج تعج بالجياد.
الحلم المستديم
حل المساء الكئيب، والخفافيش تَوُطُ
عبر ضوء ثلّثه مصباح الشارع. وعلى حين غرة،
وبنبضة واحدة، الحل والايماءة:
قلّبت النظر.
وجابت سيارة البوضا الزقاق التالي
صادحة بصوتها الرنان.
عالمٌ أجمع الناسُ على أُلفته تبدل
على صدع شَعري رفيع.
ركن الميت سيارته امام بيتها على الناصية
نظرت من عتبة منزلها،
بينما التلفاز يومض بالحياة على جدار خلفها،
الكُمدة التي تقبع فيها. ثم تأملت
كيف جاء بسيارته الى المنزل
من المقبرة،
وراحت تستجدي قريحتها لتفسر وجهه الساكن الجامد
يلوح من خلف المقود.
ما اضيقها فضاءات
ردة افعالنا
للماضي الدفين الهامد
للماضي السحيق،
لارهاصات الظواهر الخالصة!
تبسمرت، وتجمدت على اعتاب الباب المشبك،
وأمعنت النظر في الكائن الجالس قبحاً
في السيارة المركونة، ساكناً.
الذكرى السنوية
حتى لا تفضحني جروحي دوماً،
دفنت سَرء الكآبة والانقباض
وفلعتُ النسيم من خلفك وشققته.
لملمت نفسي
مثل اول ظلمة الغسق
الى توليبتي حلمتيك السوداويتين.
بابنا اغلقناه لسبعة أيام،
وجلونا الغرفة بدم الطيور.
ولبرهة
في الغَور الذي برزت منه حنجرتك
من بين ترقوتيك الباهرتين،
كانت الموسيقى غريمنا اليتيم
وحدها تزاحمنا،
بيانو البياض الناصع.
حتى الضياء لم يهفت،
وظل معنا ما خبا،
ولكنه ما برح ينحسر اكثر، فأكثر.
غِرَّة النظرة!
الرعشة!
يا قارئاً كلماتي
رغم توقك لرؤية شي آخر
في المرآة، إلا انك لا تستطيع تجاهلها، اليس كذلك؟
تجاعيد التهكم، السهاد الذي كحّل العينين،
والعين الغائمة، الدامعة من وطأة التردد،
وذاك الصوت الصامت يحضك على معرفة الوقت، واسمك، ولماذا
لا ترقد في فراشك .. فتستريح
تستريح
فالعمل بانتظارك غداً.
وبعدها يطب الحلم
من غير استئذان.
ولكن أملاً قصيّا يتبعك وانت جافل، واقف على قدميك.
أما زلت واقفاً؟ رغم ان الوقت متأخر الآن،
والسؤال الذي كان يشغل بالك
من انا، تحول واصبح لغزاً آخر
ماذا هناك؟
كيف خذلتك سلَى العادة الملموسة وخاب سعيها
في حمايتك؟ وليت من نفسك، عن نفسك،
لست وحيداً. رغم انك
عندما شديت الرحال،
لم تذهب. والليل باسط
نفسه على سفوح التلال، على حصى النهر واعشاش السنونو،
جذور المنغروف تتشابك حول الصنانير القديمة السائبة. وعلى لوحة
محطة الوقود، يومض بيغاسوس ويرفرف جناحيه
ومن ثم يعود ليومض
وترتعش عضلات فك الناظر كلما اطال النظر بالخليج،
وفي يديه قصاصة ملأها بعض رقم توقيت متسلسل.
عندما تتوهج النجوم والنادلة ترفع الفتات
عن السماط، هل تنتابك مجدداً لهفة الامتلاء بشيء؟ ما هو؟
حولك، ما شاء الله من الاشياء النكرة
تعكر صفو السكون
وتغمس تطلعك في لحظة الارتطام، في اللحظة الحرجة
حيث يسمو مرمى نظرك من المرآة، ويحط
بلطف من جديد
الى ربوع الارض الجارية لمستقر لها، تطرقها
ويسيب المظهر كاغنية ضفدع.
نعم، انا الذي تبعتك حين كنت عزيز القوم، وحين ذليت.
كم استغرقنا لنصل الى هنا، نحن ابناء هذا الزمان بعجره وبجره!
آه لو جعلتني اطبق فمي على ظاهر يدك
قبل ان تشمرها بعيداً عن وجهك!